أرشيف

دافي تضع جسدها في الثلاجة وتترك الرجال مقتولين في الرغبات

المطربة الانكليزية دافي، أو ايمي ان دافي، حققت شهرة كبيرة في أغنيتها التي تنتمي الى موسيقى البوب، في الوقت الذي لم يكن يتوقع لهذه الأغنية أن تشتهر بهذا الشكل الكبير. فقد باعت النسخة الأولى من اسطوانتها حوالي 4 مليون نسخة حول العالم. وتم الطلب على أغنيتها الأكثر شهرة mercy حوالي 40 مليون مرة على مواقع العرض الخاصة بالكليبات والأغاني. الآن تعتبر دافي من مشاريع الغناء اللافتة ليس في أوروبا وحسب بل والولايات المتحدة الأمريكية. ونجحت أغنيتها الرائعة mercy باجتذاب عدد كبير من المنتجين لتسجيل أغاني جديدة للمطربة حديثة السن التي ولدت عام 1984 . وهاهي الآن تعد لألبوم جديد تسابقت عليه شركات شراء كلمات الأغاني والألحان لتبرم عقودا مع مطربة البوب الصاروخية دافي.

أكثر مالفت النقاد في غناء دافي، ليس صوتها المجروح والمصاب بنوع من البحة الناتجة من إكثار الكحول والتبغ، والذي منح صوتها بعداً ستينياً يذكر المستمع بعصر الوفرة الغربي حيث كانت الحرب الباردة أقل وطأة وكان الجيل الجديد من المثقفين في الغرب يتجه الى اعتبار أوروبا جدةً لأمريكا آن لها أن تكتب وصيتها، بل لفت انتباههم أن دافي ترفض رفضا قاطعاً أن تنطلق أغانيها مستفيدة من جسدها الأبيض الشمالي عالي النقاء. بل ظهرت في أغنيتها mercy كما لو أنها ترتدي ثياب سيدة عجوز أرملة إلا أن حذاءها لونه أحمر تحت تنورة طويلة وصلت تقريبا الى آخر قصبة الساق. ذهل النقاد الى هذه الطريقة بتقديم المشروع الفني وكيف أن جسدها الأشقر كالقصب لم يكن له أي دور بتسريع انطلاقتها الصاروخية. دافي الآن تتحدى عصر الصورة المفرط وتتقدم بصوتها المبحوح الجريح آخذة قلوب الرجال الى مصيرها المحتوم في التحطم. دافي مطربة الرجل الذي يكتب مذكراته كل يوم ويمحوها كل يوم.

أيضاً ظهرت دافي في أغنيات أخرى حيث لعب الإخراج على طبيعة وضعها المؤنث والضعيف والحاد: عينان مفرطتان في الزرقة وفمٌ متورمٌ سهلٌ وعنق متسامح لايسترد أيّ دَيْن. أمّا أنفها الذي لم يتعرض لأي جراحة تجميلية فهو يعيد التذكير بالطبيعة بصفتها أكثر الوحوش رأفة ببني البشر. الطبيعة عند دافي هي الرغبةُ مقتولةً وقاتلةً وهي جمال الجسد الخارج للتو من البرق. هذا الشعر القصبي اللامع مدمي العين، وتلك العين الضعيفة والمفترسة في آن، وذلك الاصفرار على الجسد الأوروبي غير القادر على تقبّل الآخر بسهولة، على اعتبار الجسد الأبيض جنساً عبقريا كولونياليا يأخذ ولايعطي، هو مصير الأغنية الآن في mercy تلك الأغنية العنيفة والعاشقة والسهلة إنما المشغولة كشفتيّ دافي: ببساطة واحتراق ونموّ كالفطر بعد البرق واللمع في الغابات.

زر الذهاب إلى الأعلى